لا خطاب للملك في "العشر الأواخر".. هروب من ملفات: السجناء والتطبيع والمعيشة
2024-04-07 - 8:10 م
مرآة البحرين (خاص): اعتاد الملك على الظّهور بخطاب خاص بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان خلال بضعة أعوام ماضية، لكنه هذا العام اختفى. مع سخونة الساحة والتظاهرة المستمرة في البحرين ومطالبة الشعب بكل أطيافه إلغاء التطبيع مع إسرائيل، ومطالبة جزء واسع من الشعب بالإفراج عن السجناء السياسيين الذين يخوضون معركة مع الموت.
يوم أمس أيضا نظمت وزارة الخارجية في مدينة جنيف السويسرية احتفالا بمناسبة اليوم العالمي للضمير، إنه مشهد متناقض بين ما يحدث داخل البلاد وما تروجه آلة الدعاية الحكومية خارجها.
المنامة اليوم لها سلطة بلا ضمير، وكل ما تحتاجه البلاد هو إعادة الضمير الغائب عن السلطة، ذلك الضمير المختفي مع اختفاء الملك وتهربه من مطالبات شعبه!
قبيل شهر رمضان الجاري، لاحت بوادر أزمة مع غدر وزارة الداخلية بكافة تعهداتها مع السجناء السياسيين، الذين خاضوا في أغسطس من العام الماضي إضرابا هو الأكبر في تاريخ السجن، ولم يتركه السجناء إلا بعد اتفاق وتعهدات من الداخلية، لكن مرة أخرى ندلعت الأزمة خلال الشهر الفضيل مع سقوط الشهيد حسين خليل بسهم الإهمال الطبي الجسيم داخل المعتقل.
يوم أمس، تم تسريب إن عددا من النوّاب "تجرّأوا" وطلبوا في رسالة وجهوها إلى رئيس مجلس النواب كي يرفعها إلى الملك، الإفراج عن السجناء السياسيين، لكنّ شيئا لم يحدث، وأن أحدا لم يخرج ونحن على مقربة يومين أو ثلاثة من عير الفطر المبارك.
أكثر من سؤال في المشهد الكبير للساحة الآن: لماذا لا يفرج الملك عن السجناء السياسيين بعد 13 عاما؟ ولماذا يقرر استمرار الأزمة وإبقاء أكثر من ألف سجين سياسي في الزنازن المكتظة، هل يستمتع الملك مع الإحباط المستشري في البلاد، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا؟
إحباط هائل جدا في البحرين، هذا البلد الذي تنخره الديون، ويتهدّده مستقبل اقتصادي قاتم، ولم تزال هناك مطالب سياسية وإنسانية تثقل همّ الناس، وأولها حريّة السجناء وسلامتهم.
لقد آيسَ أهل البلاد من الحصول على فرص عادلة في الأعمال والبعثات والدراسة الجامعية والمناصب وحتى المناقصات، أكثر مما يئسوا من الحصول على حقوق سياسية للمشاركة في اتخاذ القرار السياسي والاقتصادي والحصول على مجلس تشريعي كامل الصلاحيات!.
كثيرون لهم أولوية إيقاف تدهور الحياة المعيشية لدى أغلب العوائل، فالغلاء من جهة، وسيطرة الوافدين على أغلب قطاعات الاقتصاد، والبطالة، وقلة الرواتب، أصبحت يوميات يُعايشها البحرينيون، ورغم كثرة المطالبات فالملك والحكومة لهم أذنان واحدة من طين وأخرى عجين لا تسمعان شيئا.
وبالعودة لملف السجناء، فإن هناك اليوم المئات من الشباب البحرينيين المعتقلين في سجن جو صاموا رمضانهم الثالث عشر في السجن، والجهات السياسية صائمة عن الحلول السياسية والملك لم يبق في يديه إلا سياط العذاب، يُفطرا الشعب عليه كل عام.
رمضان هذا العام ينقضي، في البحرين صامت قاتل إلا من صراخ الناس، دون تحرك إيجابي من السلطة رغم كثرة المناشدات والمطالبات، لا في ملف التطبيع ولا في ملف الحقوق السياسية ولا المعيشية، لقد قرر الملك الغياب عن أي مسؤولية والتفكير في احتفالاته في العيد.