هل كانت خطوة استئناف الرحلات الجوية مع العراق متوقعة؟
2024-04-30 - 6:22 م
مرآة البحرين (خاص): قبل يومين صدر بيان عن طيران الخليج أعلنت فيه عن استئناف الرحلات الجوية مع العراق، بعد توقّف دام أربعة أعوام، في بيان متوقع بعد تسيير رحلات بين المملكة العربية السعودية والنجف تحديداً.
وقبل كل شيء فإنه من المؤكد أن قراراً بهذا الحجم لم تتخذه طيران الخليج بصورة مستقلّة، بل جاء بناء على أوامر عليا، تماماً مثل قرار وقف تسيير الرحلات مع العراق وإيران وقطر سابقاً.
منذ العام 2011 صار كثيرون يتوقعون الخطوة المقبلة للبحرين، بناءً على القرارات الصادرة من الدول المجاورة، وتحديداً المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث ربطت البحرين مصيرها بالمساعدات المالية القادمة منهما، ولذلك فإن القرارات المتخذة بناءً على هذا الأمر، هي قرارات في معظمها غير مدروسة، غير منطقية أو لا تصب في صالح البلاد.
فبالعودة لإعلان البحرين عن استئناف الرحلات مع العراق، هل توقع من اتخذ القرار أن يسارع البحرينيون للحجز عبر الناقل الوطني، والموافقة الأمنية لازالت قائمة؟ أم سيفضّل هؤلاء الذهاب لمطار الدمام الذي يبعد أقل من 100 كيلومتر عن البحرين، ولا تشترط فيه إبراز موافقات أمنية.
لكنه بالتأكيد قرار ناتج عن سياسات التبعية التي اشتهرت بها البحرين على مدى الأعوام الماضية، من منا نسي مشاركة البحرين في الحرب على اليمن، وهي التي لا ناقة لها فيها ولا جمل، والتي أدت لمقتل عدد من منتسبي قوة الدفاع في أكثر من مناسبة.
وكذلك قرار مقاطعة قطر، الذي طُلب فيه من البحرين القيام بدور المتصدّر، هل يمكن لأي مسؤول اليوم أن يشرح لنا مصلحة البحرين فيه؟ ألم تكن المقاطعة مضرّة للبحرين على المدى القريب والبعيد؟ ألم ترى البحرين نفسها خارج المصالح المالية الناتجة عن تنظيم قطر لبطولة كأس العالم قبل عام ونصف بسبب سياسات التبعية التي حكمت علاقاتها مع الدوحة؟ ألم يصرّح عشرات القطريون عن المساعدات المالية التي حصلت عليها البحرين من قطر قبل أسابيع بسيطة فقط من قرار المقاطعة، وهل يتوقع صاحب القرار أن تقدم قطر في المستقبل أي مساعدة مالية لهذا البلد المليء بالقنابل السياسية والاقتصادية الموقوتة التي قد تنفجر في أية لحظة؟
وقبل شهرين فقط، ألم نكتشف بالصدفة أن البحرين تشارك مع الإمارات في حرب سريّة في الصومال، وأن ذلك كلّفها بشرياً تماماً مثل حرب اليمن، وأن المشاركة البحرينية لم تكن لتحصل أبداً لو لا سياسات التبعية التي باتت كلفتها أكبر من أن تتحملها البلاد؟
مع الأسف فإننا نعيش في أسوأ مراحل البلاد السياسية، حين قرر صاحب القرار أن قمع شعبه وعدم تلبية مطالبه المحقّة تستحق التضحية بالقرار السياسي وسيادة الدولة، التي أصبحت محط تندّر مواطني دول الخليج إن بصورة مباشرة أو غير مباشرة حتى باتت الدولة كلها تسمى "جزيرة الريتويت".