عراقتشي في البحرين ليسمع كلمة وزير الداخلية «لا ناقة لنا ولا جمل»

ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة مستقبلا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في قصر الصافرية الاثنين (21 أكتوبر 2024)
ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة مستقبلا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في قصر الصافرية الاثنين (21 أكتوبر 2024)

2024-10-21 - 9:53 م

 

مرآة البحرين (خاص): وزير خارجية إيران عباس عراقتشي في البحرين، وبحسب المعلن فإن الوزير يحمل الرسالة ذاتها التي حملها لدول المنطقة: التعاون جميعا لوقف العدوان الصهيوني المستمر منذ أكثر من عام، لكن هل يعني ذلك شيئا للبحرين؟ 

الموقف الرسمي المعلن في البحرين هو ما قاله وزير داخلية البلاد راشد بن عبدالله آل خليفة بحسب ما نُقل عنه في لقاء جمعه منتصف هذا الشهر بممثلين عن أهالي الدراز في مبنى المحافظة الشمالية «لا ناقة لنا ولا جمل». 

أما الموقف الرسمي غير المعلن فهو إن البحرين تقف إلى جانب إسرائيل في سحق قوى المقاومة في المنطقة، التي تمثل حسب تقييمها تهديدا للأنظمة في المنطقة العربية، وهذا ما يفسر وصف تلك القوى بأنها قوى إرهابية. 

في الواقع، ليس مطلوبا من العائلة الحاكمة بما لها من خلفيات سيئة فيما يتعلق بقرارات الحرب والسلم أن تنضم لتحالف لوقف العدوان، بل المطلوب منها أن لا تكون في تحالف العدوان على أقل تقدير. 

ولعل هذا ما يحمله وزير الخارجية الإيراني من رسالة في زيارته للبلاد، وهو عدم تمكين القوى المعادية لبلاده من استخدام الأراضي والبحار والأجواء البحرينية، وهو القرار المنطقي الذي لا يحتاج لتأكيد من أحد. 

وهذا تأكيد لما قاله وزير الداخلية بأن البحرين لا ناقة لها ولا جمل، وهذا يجب أن ينسحب على الصدامات التي تشهدها المنطقة، فالانخراط في الحرب هو ما يجب التحذير من خطورته، أكثر من التحذير من خطورة أن تشهد البلاد «مظاهرات هنا أو هناك في زمن الحرب». 

«لا ناقة ولا جمل» في الحرب على إيران، و«لا ناقة ولا جمل» في العدوان على غزة ولبنان، هذا ما يجب يُحرِّك قرارات الحرب والسلم. فإذا عجزت العائلة الحاكمة عن نصرة الجبهة التي تقف في وجه الكيان الصهيوني، فأقلها أن لا تورط البلاد في العدوان عليها. 

إن «الأحداث العالمية والإقليمية الخطيرة التي تحدث في المنطقة» كما وصفها وزير الداخلية تحتم عليه وعلى عائلته أن يكونوا بمستوى المسؤولية؛ كونهم من يسيطر على القرار، أن يتخذوا الصواب بإبعاد الناس عن دائرة النار لا وضعهم في قلبها. 

فالانتفاضة والشراسة التي أظهرتها العائلة ضد المتعاطفين مع غزة ولبنان، اليوم ميدانها والساعة قرارها. يجب أن تعلن العائلة بقوة ووضوح وثبات أنها لن تسمح بتعريض أمن البلاد وأهله وثرواته ومقدراته للخطر إرضاءً لعيون إسرائيل أو أمريكا. 

يجب أن تذكر ذلك لأشقائها الذين يدفعونها لتجريب ذلك، وحلفائها الغربيين، ومن تُطبع العلاقات معهم، قبل أن تذكره لما تعتبره أعدائها في إيران واليمن وغيرها. 

لقد كررت العائلة الحاكمة، بكونها مسيطرة على قرار الحرب والسلم، أخطاء كبيرة بانضمامها للحرب التي شنتها السعودية على اليمن، وانضمامها لخطط غزو قطر التي أعلن عنها أمير الكويت الراحل، وأخطأت في الانضمام لتحالف البحر الأحمر ضد اليمن، والتدخل في صد هجوم إيراني أبريل الماضي على إسرائيل. 

كل هذه الأخطاء ارتكبتها العائلة في غضون أقل من عشر سنوات، وهي أخطاء كارثية فوق طاقة الجزيرة الصغيرة التي يجب أن تلعب دورا بما يتناسب وإمكانياتها العسكرية والبشرية والمادية. 

إن ما يُجنب البلاد الأخطار في زمن الحروب هو المحافظة على علاقات جيدة مع الجيران، وتعزيز اللحمة الوطنية ولا يكون ذلك إلا بالتوصل لحل ينهي الانقسام السياسي في البلاد، ولجم الممارسات الطائفية الرسمية.