‏كوارث التطبيع المقبلة في قصر الصافرية

عباس المرشد - 2024-11-25 - 11:32 ص

‏قبل أن يعلن عن قتل أحد كبار ضباط الجيش الاسرائيلي في دبي كان إعلام مناهضي التطبيع يكرر أن اتفاقيات التطبيع من شأنها أن تنقل مشاكل اسرائيل الأمنية إلى دول المنطقة وأن المخاطر الأمنية لا حدود لها باعتبار أن مشاكل اسرائيل الأمنية لا حدود لها أيضا.

 

‏جاء مقتل الضابط في الجيش الإسرائيلي في ظروف لا تزال غامضة وغير مألوفة أيضا. 

 

‏القتيل الإسرائيلي ليس شخصية مجهولة أو مغمورة بل يشغل منصبا متقدما في منظمة حياد المتطرفة وهو الذي توعد بإعادة الإستيطان في غزة.

 

‏وعبر بحث سريع عن هوية تلك المنظمة يتبين أنها من أشد المنظمات الإسرائيلية تطرفا وتضم عشرات الآلاف من الأفراد المنظمين تنظيما عسكريا. 

 

‏السؤال ما الذي كان يفعله هذا الزعيم المتطرف في دبي وما هي المجالات التي تنشط فيها منظمته في دول طوق التطبيع (الإمارات والبحرين والمغرب) وبالتالي فالسؤال الثاني كم عدد أفراد تلك المنظمة الذين يحضون بإقامة شبه دائمة في البحرين أو المغرب وما هي نشاطاتهم الأمنية والسياسية وكيف ستؤثر تلك الأنشطة على أمن واستقرار تلك البلاد التي يترددون عليها؟

 

‏عمليا فقد ساعدت اتفاقيات التطبيع على تحويل اراضي البحرين أو دبي إلى ساحات تصفية حسابات خطرة؛  إذ أصبح تردد الجنود الإسرائيليين إلى البحرين ودبي مألوفا لقضاء الإجازات العسكرية بعد سلسلة الجرائم ضد الإنسانية التي أقرتها المحكمة الجنائية الدولية وبات وجودهم يغري كثير من الأطراف المشتبكة سياسيا وعسكريا مع إسرائيل.

 

‏فهل تقوى أنظمة هزيلة وضعيفة على تحمل مثل هذه التصفيات على أرضها؟ 

 

‏لقد قيل الكثير عن خطورة التطبيع على البلاد وعن خطورة الانكشاف الأمني جراء التمادي المفرط في التطبيع والانحياز الكامل لإسرائيل من قبل أنظمة الحكم في البحرين والامارات وها نحن نشهد اولى المخاطر الذي تم إطلاق التحذير بشأنها منذ اليوم الأول الذي وقعت فيه تلك الاتفاقيات والشؤم الذي ستجلبه معها.

 

‏الذي سيحدث أن إسرائيل ستفرض على أنظمة الحكم في البحرين ودبي إجراءات لحماية مواطنيها على حساب المصالح القومية للبحرين والإمارات وسوف تخضع تلك الأنظمة لتلك الإجراءات بما يزيد من تورط البحرين والامارات في المستنقع الإسرائيلي.

 

‏لعل قصر الصافرية سيجد نفسه مسؤولا منذ اليوم عن حماية كل سائح اسرائيلي خصوصا وأن الكثير منهم يلاحقون قضائيا لارتكابهم جرائم حرب في غزة والحادث الذي تعرض له أحد الجنود الإسرائيليين في قبرص وملاحقته قضائيا لولا تدخل سفارة بلده هناك يعطي صورة لمستقبل اتفاقيات التطبيع وشبكة الافخاخ التي ينسجها داخل كل بلد يقدم على التطبيع.

 

‏لقد خسر بيت الحكم شرعيته السياسية داخليا وانقلبت عليه حتى الجماعات الموالية له؛ فضلا عن قوى المعارضة.

 

‏والخشية الان أن يتحول التطبيع إلى ما تحولت إليه قوات البرامكة والأتراك في النصف الأخير من الدولة العباسية حتى اضطر الخليفة لبناء مدينة خاصة بهم.