«مرآة البحرين» تحاور عائلة حسن المشيمع: أبانا الذي في السجون... يموت!

2012-10-31 - 1:55 م


مرآة البحرين (خاص): عادت حالة أمين عام حركة الحريات والديمقراطية «حق» حسن المشيمع، الصحية إلى الواجهة. ورم عاد إليه. أكدت ذلك الفحوصات الأخيرة. وسلطة متعنتة. لا علاج. منعت عائلته حتى من استلام التقارير بشأن صحته. وباءت جميع المناشدات إلى المنظمات الدولية، وبينها «الصليب الأحمر» بالفشل. إن شيئاً لم يتغير. بلى، هناك شيء واحد فقط: إنه يموت ببطء. أو هكذا تريد له السلطات. ما الحل إذن؟ حين تحرّك الشارع في المرّة السابقة، وضغط إعلاميّاً، ساعتئذ فقط تنبهت السلطات، وأُخضع لفحوصات عاجلة. هذا ما قاله، هو، لعائلته. لكن هذه الضغوطات تراجعت، فعادت السلطات وتراخت، هي الأخرى. معادلة طردية. «مرآة البحرين» التقت بعائلة حسن المشيمع، وحاورتها حول حالته الصحية، وفيما يلي مقتطفات:

مرآة البحرين: ماذا قال لكم  الوالد (أمين عام حركة «حق» حسن المشيمع) في اتصاله الأخير بخصوص مرضه ووضعه الصحي؟

عائلة المشيمع: أخبرنا أن الطبيب التابع لمستشفى القلعة بوزارة الداخلية أخبره - بعد إجراء أشعة نووية له - بأن هناك غدة في الجهة اليمنى من الحوض ظهرت في الأشعة والفحوصات، لكن لا يعلم هل هي غده سرطانية أم لا؟ وهل هي خبيثة أم حميدة، وقد خيّره الطبيب بين القيام بإعطائه إبر لا يعلم ما هي، أو إستئصال عينة من هذه الغدة لتحليلها ومعرفة كونها خبيثة أم حميدة، أو الإنتظار لمدة ثلاثة أشهر مقبلة لإجراء فحص ثاني والتأكد من مدى تقدم المرض. لكن طبيب الوالد السيد شبر، أخبره أن هذه الغدة هي ورم فعلاً لكنه لا يعلم هل هي حميدة أو خبيثة. وذكر الوالد أيضاً أن الأعراض التي كانت تصاحبه أثناء مرضه من السرطان الذي تعافى منه، كانت قد عادت إليه منذ مدة طويلة مثل التعرّق الشديد والآلام وغيرها من الأعراض.

المرآة: هل معنى ذلك أن حالته استاءت أكثر بسبب تعمد إدارة السجن إهماله وعدم توفير الرعاية الصحية المطلوبة له؟

عائلة المشيمع: نعم، كل يوم يمر وهو في السجن تزداد حالته سوءاً، فمثلاً قبل أن يعتقل و في عام 2010 قام الوالد بعملية ترقيع في الأذن، وبسبب بيئة السجن والتعذيب والمعاملة السيئة وعدم توفير الرعاية الطبية، تأثرت الأذن ولم يعد يسمع إلا قليلاً وبصعوبة، ومع مرور الوقت قام أحد الأطباء واسمه محمد كمال بإعطاء الوالد بعض الأدوية وعمل له عملية وعاد له السمع شيئاً فشيئاً، وفي اتصاله الأخير بدى صوته مخنوقاً أيضاً ويعاني من صعوبة في التحدث ولا يعلم هل ذلك بسبب المرض أو شيء آخر، هذا فضلاً عن الغدة التي ظهرت فيه موخراً ولا يُعلم ماهي في ظل بيئة السجن القاسية وعدم السماح لطبيبه الخاص (السيد شبر) بإجراء فحوصات له للتأكد من وضعه الصحي والغدة التي ظهرت عنده.

المرآة: ألم تتحسن المعاملة والرعاية الطبية في السجن له أثناء تواجد السيد بسيوني للتحقيق في الوضع الإنساني داخل السجون؟

 عائلة المشيمع: قبل أن يأتي بسيوني للبحرين، وأثناء تواجده لتقصي الحقائق، وبعد مغادرته البلد، لم تتحسن الرعاية الطبية للوالد، وكان الإهمال وتعمد الإهمال هو الطاغي على وضعه الصحي من قبل إدارة السجن، ولا يكون هناك رعاية طبية للوالد أصلاً – كما يخبرنا هو بنفسه – إلا إذا كان هناك ضغط وحركة في الشارع، كما حدث قبل مدة حينما تحرك الشارع والجماهير للمطالبة بعلاج الوالد، حيث يتفاجأ الوالد بقيام سلطات السجن بإجراء فحوصات مفاجئة له، والقيام بعمل أشعة مسح (بي تي سكان) للكشف عن الغدد السرطانية الدقيقة، فحينما يأتي موعد الزيارة أو يتصل الوالد يكتشف أن حركة الشارع في الخارج بشأن مرضه هي من تجعل سلطات السجن الاهتمام بالرعاية الطبيه لوضعه الصحي.

المرآة: متى كان من المفترض أن يأخذ الأستاذ جرعات وقائية حتى لا يعاود الورم بالظهور بعد رجوعه من رحلة العلاج العام الماضي؟

عائلة المشيمع: بحسب ما نصح به الأطباء في لندن بعد تعافيه من المرض، أن كل شهرين من المفترض أن يأخذ جرعات وقائية  لمدة عامين لمنع عودة الورم مجدداً إليه، كإجراء وقائي، إلا أنه بعد اعتقاله العام الماضي و تعذيبه، مُنع في البداية من أخذ هذه الجرعات، وبعد مدة تم إعطاؤه جرعات لا يعرف ما هي، حيث كان مغمض العينين في المستشفى العسكري، وفي إحدى المرات رفض رفضاً قاطعاً أخذ أي جرعات أو حقن وهو مغمض العينين، وحينما تغير الحال و ذهبوا به للمستشفى وهو مفتوح العينين لأخذ هذه الجرعات، رفضت الدكتورة في المستشفى و التي كانت تشرف على معالجته و تدعى ليلى إعطاءه هذه الجرعات وهو مفتوح العينين، إلا أن يقوموا بإغماض عينيه.

المرآة: هل تعتقدون أنتم كعائلة أن رفض النظام علاجه - كحق إنساني له - هو من أجل قتله في السجن بطريقة لا تثير ضجة؟

عائلة المشيمع: طالبنا السلطات منذ أكثر من سنة بتسليمنا التقارير الطبية والفحوصات والأشعة الخاصة بوضع الوالد الصحي إلا أنهم رفضوا ذلك ولا زالوا يماطلون منذ ذلك الحين وللآن لم نتسلم أي تقرير طبي عن صحته، رغم كل الخطابات والمطالبات التي وجهناها لجهات عدة بهذا الشأن، منها: مخاطبة إدارة السجن، وقاضي  تنفيذ العقاب، والنيابة العامة، وحتى عن طريق المحامين حيث طلبوا من القاضي في إحدى المحاكمات العسكرية التقارير الطبية لحالة الوالد، لكن القاضي أمر بتدوين ذلك في المحضر فقط، ولم نتسلم أي تقرير حتى الآن سوى ورقة لا تعتبر تقريراً يتضمن التشخيص الطبي للحالة، وإنما تحوي تواريخ الجرعات التي أعطيت للوالد، أضف إلى ذلك التعذيب الذي حصل له و قد أقره تقرير بسيوني، و الكراهية الشديدة للوالد حسبما أخبرنا عن طريقة معاملته، و الحملة الإعلامية التي وجهت ضده في الجرائد دونما توقيف من الحكومة، كل ذلك يجعلنا نقول أن السلطات يريدون قتله تعمداً عن طريق إهماله طبياً وعدم توفير العلاج إليه كحق إنساني، وهو ما نعتبره (إغتيال غير مباشر).

المرآة: ماذا عن الجرعات التي كانت تعطى له وهو مغمض العينين دون أن يعرف ماهيتها، هل ترون أنها سبب في رجوع الورم إليه، وأن إدارة السجن لها يد في ذلك؟

عائلة المشيمع: نحن لا نعلم بهذا الأمر لأننا ليس لدينا علم بماهية هذه الجرعات، لكن هناك أسئلة تطرح: لماذا يقومون بتعصيب (تصميد) عينيه حينما يُراد إعطاؤه هذه الجرعات فقط، في حين أنه في حال علاجه عن أمراض أخرى مثل الضغط والسكري وضعف السمع يكون مفتوح العينين؟!! ولماذا المماطلة في تسليم التقارير الطبية بشأن حالته الصحية لنا كعائلة حتى نقوم بإرسالها للأطباء الذين عالجوه في لندن؟ ولماذا رفضت الدكتورة ليلى إعطاءه الجرعة إلا وهو مغمض العينين؟ ولماذا هذا التلكؤ في ردود إدارة السجن حينما نسألهم عن الوالد وصحته فيكون الجواب أحياناً بأنه غير مريض، وفي أحيان أخرى يؤكدون لنا مرضه؟!! كل ذلك يثير فينا الشك والريب ويزيد من حالة القلق فينا عن ماهية هذه الجرعات التي تعطى إليه وهو معصب العينين.

المرآة: هل يمكن القول إن بسبب هذه الهواجس وغيرها، هو ما يمنع الأستاذ من عدم موافقته على إجراء العملية والفحص الطبي في المستشفى العسكري؟

عائلة المشيمع: هو يرفض إجراء العملية في المستشفى العسكري لعدم ثقته بهم، وقد طالب أكثرة من مرة بقيام دكتور محايد بإجراء الفحوصات إليه يطمأن إليه هو، إلا أنه يتفاجأ في كل مرة بدكتور مصري يطّلع على التقارير الطبية التي تأتيه جاهزة دون أن يقوم هو بنفسه بإجراء أية فحوصات.

المرآة: ألم يطلع الدكتور المعالج الخاص بالأستاذ حسن على أي من هذه التقارير طيلة فترة الاعتقال؟

عائلة المشيمع: نعم، اطلع الطبيب (السيد شبر) مرتين فقط على هذه التقارير والأشعة بإذن من إدارة السجن دون السماح له بإجراء فحوصات طبية جديدة، مرة كانت قبل نحو 6 أشهر، حيث أكد لنا الطبيب السيد شبر عدم رجوع الورم للوالد، والمرة الثانية حينما ُأخبر الوالد مؤخراً أن إشعاع لغدة قد ظهر في الجهة اليمنى من الحوض، حيث أكد السيد شبر ذلك أيضا، ولم يقم بإجراء أي فحوصات للوالد أيضاً في هذه المرة سوى الاطلاع على الأشعة والتقارير.

المرآة: الخطوة التي سوف تتخذونها أنتم كعائلة في هذا المرحلة بشأن الوضع الصحي للأستاذ والموقف من إدارة السجن وكل ما يحصل؟

عائلة المشيمع: أولاً، نحن نحمل المسئولية الكاملة للنظام و على رأسهم الملك حمد نفسه عن أي ضرر يصيب الوالد في تعمد إهماله وعدم توفير العلاج إليه كحق إنساني، ولا نرى أن مخاطبة المنظمات الحقوقية العالمية والمجتمع الدولي ذات جدوى، ولا نعول عليها كثيراً، حيث أن تأثيرها إعلامي في الغالب، ولنا تجربة في هذا الشأن، إذ خاطبنا أكثر من مرة الصليب الأحمر حينما يأتون لزيارة تفقدية للسجون من أجل الضغط على الجهات المعنية في النظام لتسليمنا التقارير الطبية للوالد، فيحاولون التحرك بهذا الشأن، لكن دون جدوى أيضا. 

المرآة: إذن، على ماذا تعولون في ظل وضعه الصحي المتردي؟

عائلة المشيمع: نعول على الله سبحانه وتعالى. لأن الوالد نذر نفسه لخدمة قضايا الشعب والمطالبة بحقوقهم، فهو يمثل قضية، و نعول من بعد الله على محبي الوالد وحراكهم ومطالباته للضغط على النظام لعلاج الوالد، وتوفير الرعاية له وتسليمنا التقارير الطبية للإطمئنان على وضعه الصحي والإفراج عنه إن كانت تتطلب حالته الصحية علاجاً في الخارج.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus