افتتاحية حصاد الساحات 2012
2013-01-01 - 4:40 م
مرآة البحرين (خاص): في 2011 افتتح البحرينيون ساحات الحرية، وكسروا حاجز الخوف للأبد، وفي 2012 دافعوا بكل ما يملكون عنها. وأكدوا ذلك في ثلاث لحظات حاسمة، لحظة مسيرة 9مارس (لبيك يا بحرين)، رداً على خطاب الملك الذي اعتبرهم شرذمة قليلة لا ساحات لها، ولحظة مسيرة 18مايو (لبيك يا وطني) رداً على محاولة الملك بيع وطنهم للسعودية، ولحظة مسيرة 20إبريل أول أيام الفورملا (التحدي والصمود)رداً على محاولة الملك إيهام العالم أنه ليست هناك ساحات احتجاج في البحرين.
أكدوا أنهم يملكون الساحات وباقون في الساحات بمسيرات القوى المعارضة وميادين ائتلاف شباب 14 فبراير وصمود الحقوقيين ومثابرة الإعلاميين. أكدوا ذلك بكاميرا أحمد إسماعيل ودم حسام الحداد وجسد علي نعمة وصلاة علي رضي وروح صلاح عباس.
وبحضورهم الكثيف في الساحات كسروا هيبة القبيلة، وأوضحوا الفرق بين الدولة والعائلة القبلية التي تسيطر على 16 وزارة بما فيها رئاسة الوزراء الأبدية واصطفاء العائلة نفسها الوزارات السيادية.أثبتوا للعالم أحقية مطالبهم، وأبطلوا الأساطير(ولاية الفقيه، الولاء الصفوي، الانقلاب) المؤسسة لاستمرار الدكتاتورية.
خلصوا "تقرير لجنة تقصي الحقائق"من اللازمة التي ظل الإعلام يطنط بها، وهي الإشادة بتكليف الملك بتشكيل هذه اللجنة، صارت جملة فارغة من الحقيقة والمعنى. صار العالم الحر ينتظر ما الذي تحقق منها. لم يجد شيئاً يليق بحجم ما أثبتته من انتهاكات.
الساحات محل الثورات، بذلت السلطة كل ما فيها لفرض دكتاتوريتها في الساحات، وبذل الناس كل ما فيهم من صمود، ليسترجعوا ساحاتهم ويذودوا عنها.
لم يفرض البحرينيون ساحاتهم فقط على خارطة ثورات الربيع العربي، بل فرضوا أيضا معجمها الذي صار لسان تفسيرها ومعناها، وقد خصصنا هذا العام فصلاً لمعجم 14 فبراير نجمع كلماته من هذه الساحات وما يتداول فيها من حركة تهب المعنى الجديد الذي تبشر به الثورة. لا ثورة من غير معجم ثوري يولد حراً في ساحات الناس العامة.
هذا الحصاد في إصدراه الثاني لهذا العام، هو الدليل الذي نقدمه على أن 14 فبراير مازال ينجز في ساحاته ما يمكن حصاده.
شكراً لك من أسهم معنا في إنجازه، وكما عودناكم في العام الماضي، سيتتابع نزول فصول الحصاد إلكترونيا طوال الأيام القادمة قبل أن يتوافر مطبوعاً في نسخته الورقية، وستكون هناك نسخة PDFيمكنكم تنزليها من الموقع بعد اكتمال نشر الحلقات في الموقع.