خوك: أي «أخوي» أو أخي في اللهجة العاميّة. وسم ساخر انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي عقب مداخلة على قناة «وصال» السلفية (5 يونيو/ حزيران 2012) لمتحدّث قال إنه شيعي بحرينيّ اسمه عبّاس تحوّل إلى السنّية. ففي مداخلته التي دامت حواليّ 3 دقائق على القناة المموّلة سعودياً والتي كرّست تقديم تغطية للأحداث في البحرين (2011) من منظور مذهبي، كرّر قول «خوك» بلهجة أهالي القرى المعروفة بـ«البحرانية» ما يزيد على 20 مرّة. وقد جرت تسميته، تبعاً لذلك «عبّاس خوك». 

ويزعم المتدخّل الذي ذكر أنه يقطن في قرية معارضة «كرزكان» - كما يرد في مداخلته أدناه - أن «المعمّمين باگوا خبزنا»، أي سرقوا منه الخبز. إلى أن يصل إلى الهتاف «عاشت السعودية عاشت البحرين». مكمن الاهتمام بالمداخلة، وأخذها حيّزاً في التعليقات الساخرة التي انطلقت بعد لك، هو أنها تندرج في سياق التغطية التحريضيّة التي اعتمدتها «وصال»، معتمدة على إعادة إنتاج السرديّات الخاصّة بأشخاص سنّيين يقولون إنهم تعرّضوا إلى الاعتداء من جانب المحتجّين الشيعة في خلال أحداث فبراير/ شباط ومارس/ آذار، لا لشيء سوى كونهم من السنّة. فحتّى الصدامات اليوميّة التي تنتهي أحياناً بإصابات في أوساط «الشرطة»، يجري إخراجها على أنها إصابات في أشخاص سنيين بحكم أن الشيعة غير مسموح لهم الانخراط في أجهزة الأمن. 

إلا أن دلالات الكلمة تطوّرت لاحقاً، وأصبحت تستخدم خارج سياقها الدلاليّ الأصلي، كواحدة من اللوازم الخطابيّة، عند الرّغبة في إضافة روح النكتة السياسية على حدث من الأحداث. ففي أغنية ساخرة عبارة عن «راب» انتشر عقب فترة من الحادثة تحت عنوان «بحراني صمود» ترد هذه الكلمات معتمدة على نفس التكرار: «ويش خوك/ ما فيه شي خوك؟/ ويش بتسوّي اليوم خوك؟/ مثل ما انسوي كل يوم خوك/ انحاول انسيطر على البحرين المحتلّة خوك/ شحوال خوك/ بنرجع الدوار خوك/ نحرق تواير خوك/ نطلع مواجهات خوك/ ويش خوك/ ما فيه شي خوك؟/ منشوف الائتلاف ويش أعلن خوك/ ايقولون البحارنة عندهم قنابل يا خوك؟/ إيه خوك يمكن من صوب الائتلاف خوك/ خلنا انشوف قناة العورة وش اتقول يا خوك/ كله كذب في كذب». فيما يلي نص مداخلة المتصل عبّاس على قناة «وصال»: 

«ألو السلام عليكم خوك، چيف الحال أخوي (...) أخوي أنا جاي أقول ليك ألحين إن أنا شيعي، وأنا ألحين أعلن إسلامي وأقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. خوك هذلين فشلونا هذلين العمايم الله ياخذهم إن شالله، ولا واحد منهم يطلع ايقول إن هذي ثورة في سوريا، هل فيهم واحد مسلم يطلع ايقول هذا الكلام خوك (...) خوك والله العظيم ضحكوا علينا ذلين أهل العمايم خوك. والله العظيم أنا كل كلامهم متناقض، أنا ما أشوف شي يعني من القرآن والسنة خوك. كله واحد يطلع ليي ايقول ليي هذا من القرآن ومن السنة والإمام المهدي ومادري ويش. خوك أنا والله العظيم أنا ألحين قاعد أرتجف وأنا أكلمك والله العظيم. أنا ما أدري يعني چيفه احنه نصدق ذلين (...) كل واحد معمّم يجذب يطلعون آية قرآنية إن هوه كذاب. فأنا ألحين أعلن گدّام قناتكم الكريمة إن بصير سني، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. وعاشت السعودية وعاشت البحرين والله يرضى على عمر وأبو بكر وأمنا عائشة والله يلعن أهل العمايم كلهم إن شالله (...) سامحني إن أنا كلمتك بهذا الإسلوب خوك بس والله العظيم (...) تفضل خوك (...) أقسم بالله العظيم أخي الكريم إنّ أنا شيعي أنا من كرزكان خوك من البحرين أقسم بالله أنا شيعي الله ياخذهم إن شالله خوك. خوك ضحكوا علينا، باگوا الخبز مالنا، باگوا كل شي، طردونا، يتمتعون بأعراضنا خوك. والله العظيم خوك أنا كل ما أشوف قناتكم أقول هذا هو الحق الصدگي، يعني لمتى احنا نضحك على روحنا خوك، لمتى، الله وكيلك أنا كل ما أشوف أخي عدنان العرعور، والله أشوف إخوانا الشيوخ، اسمح لي بس دقيقة، والله العظيم إني أنا من داخل محترق خوك، كل ما أشوف شيوخكم ما شاء الله وجوههم منورة. الله سبحانه وتعالى يقول سيماهم على وجوههم، هذي السيمة مو السيمة من ضرب السيوف وعبادة القبور خوك. أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين، لا أقول من التابعين ولا أقول، شكراً أخي محمد، أشكركم خوك (...) اتفضّل خوك».