‫ ‬

 

مرآة البحرين الرياضية (خاص): من يملك القانون .. يملك حق عزفه، وفق هذه القاعدة التي نقشها قلم شاعر المهجر ــ العراقي ــ أحمد مطر سارعت ثلاث عشرة شركة من القطاع الخاص في البحرين، ومن بينها شركات كبرى كبتلكو وشركة البحرين للبتركيماويات ومركز البحرين للمجوهرات وغيرها من الشركات إلى تقديم الدعم المادي لبطولة (ناصر6) .

هذه الشركات أظهرت ما يندى له الجبين من "نفاق" علني رسخ حقيقة واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار.. وهي أن كل محضور يصير مباحا ميسورا في حضرة ابن الملك "المدلل" ناصر بن حمد آل خليفة !

فمنذ أن عزم ناصر على إقامة بطولته الكروية الموسمية السادسة، أعلنت تلك الشركات "المحترمة" برجالاتها الشباب والمسنين فزعتهم وشمروا سواعدهم بالتبرعات المالية السخية لنيل رضا الفتى ذي الستة والعشرين عاماً بمبالغ وصلت بحسب المعلومات المؤكدة لقرابة المئة ألف دينار .. كل ذلك لإنجاح هذه الفعالية التي لاتتعدى في حقيقتها مجرد هواية شخصية يمارسها ابن الملك لمدة أسبوعين.

ولعل المضحك المبكي في الأمر أن هذا الفتى العشريني اليافع الذي تسخر لـ "هوايته الخاصة " أموال الشركات يرأس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ويرأس اللجنة الأولمبية البحرينية وهما الجهتان الأساسيتان للإشراف على الرياضة البحرينية ومسابقاتها وفرقها.. الرياضة البحرينية التي لا تحظى مسبقاتها كدوري كرة القدم ودوري كرة اليد والسلة وغيرهم بنصف ما تحظى به بطولته "الخاصة" ..

ومن سخرية الواقع أن كل ذلك يجري وسط رضا ما يُسمون بالبرلمانيين وبجانبهم شخصيات رياضية معروفة انضم بعضها لـ " زفة التطبيل " والتصفيق لناصر وفعاليته التي لاتمضغ ولا تُبلع بالبهرجة الحاصلة لها منذ انطلاقها قبل ست سنوات ووصولاً لناصر ستة بالوقت الراهن.. نرجو منكم الانتباه إلى أننا لانتحدث عن مسلسل تركي تتسامر له عيون الداعمين شغفاً لمشاهدة قصص الحسناوات الرومنسية الساخنة.. فنحن أمام سيناريو لواقع بعض العرب الفج في السيناريو والمضمون وفي أداء ممثليه.

وفي الضوضاء الحاصلة، لن يكون ..وليس غريباً أن تفرد الملاحق الرياضية في الصحف المحلية لبطولة "ناصر6" صفحة كاملة وحتى اثنتين لتغطيتها، فكل شيء بثمن مقبوض، لكن المقزز والمثير لامتعاض الناس أن تصل حالة "الاستهبال" وتسويق البلاهة للمستوى الهابط بشكل فاقع كالذي تبدو عليه بعض الصحف كأخبار الخليج التي لايستحي القائمون عليها من مخضرمين في مجال الصحافة الرياضية بالتفاخر لحصولهم على أفضل تغطية لبطولة ناصر..عجبٌ مابعده وقبله عجب!

وبطبيعة الحال نذرت شاشة القناة الرياضية بتلفزيون البحرين وهي التي تتجاهل بعض المباريات الرسمية في المسابقات المحلية نفسها لإعداد البرامج التي تزيد البهرجة الفارغة مثل " سوالف ناصر6" بالإضافة لنقل المباريات.. كما وعدت اللجنة المنظمة بجوائز تُقدم للفرق وللجماهير التي تحضر البطولة من بينها ست قسائم أراضي كبيرة في بريطانيا !!! .. وأربع سيارات، لجانب المبالغ الضخمة في "العرس الناصري" الطبقي الذي يصفق له حشد من أُناس يفكرون بطريقة مختلفة، لعيشوا أيضاً بطريقة مختلفة لايقبلها أصحاب العقل الحر ودعاة التحرر من سطوة الاستبداد.

واقع مريض .. بذخ عطايا تُمنح بجنون، وأموال تحترق من خزائن الشركات الوطنية وخزينة الدولة، من أجل بطولة يقيمها ابن الملك لإشباع شيء من غريزة حب الظهور التي تصوره بالابن أو الفتى " المعجزة".