‫مرآة البحرين الرياضية (خاص): تُسابق الشركات الوطنية الكبرى عقارب الساعة لدعم بطولة ناصر بن حمد آل خليفة التي تختتم فعالياتها غداً الأحد باحتفالية أسطورية تُوزع فيها الجوائز والسيارات  وقطع الأراضي.

هذا المشهد لا يتكرر في كل المسابقات الرياضية الأخرى. لكنه رغم ذلك بات مألوفا منذ ست سنوات، في الوقت الذي تستمر فيه معاناة الرياضة من شح الموارد المالية بسبب امتناع شركات القطاع العام والخاص عن دعمه بشكل يتناسب مع احتياجاته.

بطولة ناصر لا تمثل أكثر من صورة فجة لمُجاملة تقوم بها الشركات لابن الملك أو للملك ذاته، وهي في جميع الأحوال تعكس سوء ما وصلنا إليه من عبث بمقدرات الوطن من قبل العائلة المالكة التي تستغل هيمنتها المطلقة على الخزينة المالية في الدولة لتنفقها ببذخ مبالغ فيه على أهواء خاصة لا تعني شيئاً للمواطن المغلوب على أمره.

بطولة ناصر مخصصة للهواة من غير المنتسبين إلى الأندية الوطنية، يتقدم المشاركون فيها ناصر وشقيقه خالد وغيرهما من شيوخ آل خليفة. لذلك فلا عجب أن تحظى البطولة بكل هذا الدعم المالي، ولا عجب أن تقام مبارياتها على ملاعب رسمية، ولا عجب أيضا أن تحصل المسابقة على تغطية صحافية أكبر بكثير من حجمها الطبيعي، فنحن في بلد يحق للشيوخ ما لا يحق لغيرهم!

ستجدون مرآة الرياضة تسلط الضوء على بطولة ناصر في هذا العدد. هي ظاهرة لنوع جديد من أنواع السرقة الصريحة للمال العام. ولكن ربما يميزها عن غيرها من السرقات أنها على طريقة "النشل"، أي خفة اليد بحيث لا يشعر الضحية أن محفظته اختفت من جيبه في غمضة عين!

هذا ما يحدث في بطولة نجل الملك، يخدرون الناس بالجوائز والسيارات وقطع الأراضي الوهمية في بريطانيا، فيغفل الناس عن طرح الأسئلة: لماذا تأتي هذه الجوائز باسم ناصر ولا تأتي باسم أي اتحاد وطني ينظم مسابقات رسمية وينشئ منتخبات تمثل البلد؟

لماذا يحصل ناصر على هذا الدعم والرعاية برغم أنه لا يمثل في هذه البطولة إلا نفسه، بينما تحرم الفرق الرياضية الأخرى من دعم مشابه رغم أنها تمثل أندية لها تاريخ وجغرافيا ومريدون؟

لماذا لا تنعم الاتحادات الوطنية المشرفة بالدعم والرعاية من قبل الشركات بشكل مقارب لما ينعم به ناصر رغم أن هذه الاتحادات تمثل اسم البحرين في المحافل الخارجية؟

الإجابة هنا: لأننا نعيش في بلد تحكمه الديكتاتورية وعائلة متسلطة، راق لها أن تكون هذه الأرض وما عليها من ممتلكاتها الخاصة!‬