» ترجمات
سياسة أمريكية جديدة في البحرين؟
2013-03-30 - 9:13 ص
جستين غينغلر: الدين والسياسية في البحرين
ترجمة: مرآة البحرين
فيما يلي وجهة نظر مميزة ومثيرة للاهتمام تم إرسالها (اليوم) إلى قائمة البريد الالكتروني ( Gulf2K ) من قبل جين فرانسوا سيزنيك من جامعة جورج تاون، وقد سمح لي بنشرها هنا:
بعض الحقائق الصغيرة والشائعات ربما تشير إلى شعاع خافت من الأمل في نهاية نفق طويل في البحرين.
1- أحد أعضاء العائلة المالكة كسر قاعدة الصمت داخل آل خليفة في البحرين وتحدث إلى صحيفة وول ستريت جيرنال عن التصدع في الأسرة بين الليبراليين و"الخوالد". وعلى الرغم من أنه كان هناك دعوات داخل الأسرة للتحقيق لمعرفة من يكون هذا الشيخ، فإنه لم يحدث شيء لهذا الشخص، على الأقل حتى الآن. وعلاوة على ذلك، تمت ترقية ولي العهد الأكثر ليبرالية إلى نائب لرئيس الوزراء.
2- ورد عن الشيخ خالد بن علي آل خليفة، وزير العدل البحريني، في تقرير نشرته وكالة الأنباء الكويتية قد أعلن تأخير المحادثات مع المعارضة بشأن تقاسم السلطة. التأخير مؤكد، ولكن عبارة "تقاسم السلطة" هي جديدة تماما وكبيرة...
3- وفي الوقت نفسه، حدثت تغييرات كبرى في المملكة العربية السعودية مع الأمير مقرن بن عبد العزيز ليصبح الدعامة الرئيسية التالية في السلالة بعد الأمير سلمان المريض جدا. ويعتقد أن الأمير مقرن سيكون مقربًا جدا من الملك عبد الله وكثيرًا ما اعتبر ليبراليًا في القضايا الاجتماعية والاقتصادية. فهو مثقف جدًا ويسافر كثيرًا.
4- وذكر أحد المراقبين على G2K وأماكن أخرى بأن الأمير متعب بن عبد الله ملك السعودية قد أرسل رئيس أركانه لحث القيادة البحرينية لتلبية بعض مطالب المعارضة.
5- خلال الأشهر القليلة الماضية كان هناك حملة متصاعدة في واشنطن من قبل منظمات غير حكومية ومراكز البحوث ضمن حدود الدبلوماسية والمؤسسة الدفاعية لإغلاق القاعدة البحرية في البحرين. الموضوع يُناقش بسخونة والحجج تدور بين " الاغلاق مستحيل " و " ممكن تماما". ويبدو أن الفوز سيكون حليف الحجج المؤيدة للإغلاق.
6- يبدو أن العلاقة بين الولايات المتحدة والسلطات البحرينية وصلت إلى أدنى مستوياتها. فهناك شائعات موثوقة بأنه لا يُجاب على اتصالات السفير الأمريكي وأدميرال القاعدة البحرية بالمستويات العليا في البحرين.
كل هذه الحقائق تقودني إلى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة قد وجدت أخيرًا ممسكا للتأثير على المتطرفين في العائلة المالكة البحرينية، المذكورين في صحيفة وول ستريت جيرنال. هذه المجموعة، التي لعبت بلا رحمة على الوتر الطائفي، وتمكنت من تقسيم البلاد وبمعنى ما جعلت غالبية السكان عرضة للتأثير الإيراني. ربما كان هذا مقبولا للسعوديين الأكثر تشددا، ولكن مما لا شك فيه أنها ذهبت بعكس السياسات السابقة للملك عبد الله في جعل الإسلام في المملكة العربية السعودية والعالم العربي شاملا لجميع الطوائف والاتجاهات، حيث يمكن للسنة والشيعة أن يعيشوا في وئام.
التدخل في البحرين من قبل السعوديين والإماراتيين حدث عندما كان الملك عبد الله مريضا جدا. وفي الوقت الذي لم يكن متاحا له صنع السياسات في وقت مبكر من عام 2011، أوصل المتطرفون البحرينيون قضيتهم إلى العناصر الاكثر تشددا في العائلة الملكية السعودية وفازوا، وجعلوا السعوديين يقومون بلفتة قوية لدعم آل خليفة في البحرين ضد أي ترتيب لتقاسم السلطة مع المعارضة الشيعية.
الحقائق / الشائعات التي ذكرت أعلاه تظهر بأن الأمور ربما تكون في طورالتتغير. والأهم من ذلك، أن الملك عبد الله كان قادرا على استعادة بعض القوة. العديد من قراراته الواضحة في الأشهر القليلة الماضية تظهر بأنه يريد أن يثبت إرثه على أساس قوي. فسعيه لإشراك المرأة في مجلس الشورى، وترشيح الأمراء الأصغر سنا في مناصب السلطة، وتسمية الأمير مقرن كنائب ثاني لرئيس الوزراء كل ذلك له أهمية. واليوم، وعلى ما يبدو، قد عين أحد أبنائه لتولي سياسة البحرين التي يمكن أن تؤدي إلى تسوية الخلافات بين العناصر الأكثر حصافة من المعارضة الشيعية في البحرين والعناصر الأكثر حصافة داخل آل خليفة، وبالتالي ركن "الخوالد".
وأيضا، الشائعة القوية باغلاق الولايات المتحدة للقاعدة البحرية الكبيرة، والتي قد تسعد المتطرفين من آل خليفة، قد تثير قلق السعوديين. من الجدير بالذكر بأن القاعدة لم يتم إنشاؤها في البحرين لحماية آل خليفة. بل إنها للدفاع عن المملكة العربية السعودية. تم تطويرها بتوصية من السعوديين لا البحرينيين. المملكة العربية السعودية تهتم كثيرا بأن تكون القاعدة موجودة كخط دفاع أول ضد إيران. لو أغلقنا القاعدة، ونقلنا القيادة إلى قاعدة قطر الجوية، وأجلينا السفن من البحر وأرجعنا الآلاف من الرجال / النساء إلى الوطن، فسيعتبر الخليجيون ذلك إضعافًا للدفاعات السعودية والأسرة الحاكمة في السعودية.
وهكذا، يظهر أن على السعوديين حث آل خليفة على التخلي عن سياستهم المتمثلة في سحق الأغلبية الشيعية لحماية مصالحهم الضيقة والخاصة. قد يكون لدى السعوديين الرغبة في الحد من جاذبية إيران للشيعة العرب في البحرين والحاجة لضمان إبقاء القاعدة الأمريكية في البحرين. يمكن للمرء أن يخلص إلى أن الأمير مقرن، صاحب الشعبية في المملكة والذي يحظى باحترام كبير لثقافته في الغرب، والأمير متعب الأصغر منه سنا ولكنه أيضا ملكي محترم قد قررا تنفيذ سياسة دفع أبناء عمومتهم الملكيين الفقراء في المنامة من أجل التوصل إلى حلول للأزمة تتجاوز التعاقد مع شركات العلاقات العامة في واشنطن ذات التكلفة الباهظة.
طريقة أخرى ورؤية أكثر مركزية للولايات المتحدة للوضع هو أنها أخيرًا وجدت ممسكا للضغط من أجل التغيير في البحرين. فواشنطن، وبإمعانها النظر بحق ومصداقية في إغلاق القاعدة، يمكنها التأثير على السعوديين في فرض تغيير ذي مصداقية في البحرين دون الحاجة إلى التفاوض مع المتطرفين الملكيين العقائديين الذين لا يمكن الوثوق بهم. هذا ما ينبغي أن يكون عليه الحال،. لو تصرفت الدبلوماسية الأمريكية على هذا المنوال فإنها ستكون أكثر تطورًا مما يعتقد.
وردي هو:
هناك بعض الملاحظات حول التحليل الذكي جدا لجين فرانسوا سيزنيك.
1- يفترض وعلى نطاق واسع (وبعد الحديث مطولا إلى صاحب المقال في وول ستريت جيرنال، وأعتقد أن هناك ما يجيز الافتراض) بأن "التسريب" الذي وراء قصة تقسيم آل خليفة إلى فصائل جاء من ديوان ولي العهد، وربما حتى الشيخ سلمان نفسه. حيث إن شيئًا لم يحدث للطرف المرتكب للتسريب وبالتالي قد يشير إلى علو مقامه (الرسمية على الأقل) مقابل الذين يقفون وراء شائعة "التحقيقات الداخلية"، وعلى نحو محتمل وزير الديوان الملكي وغيره من الخوالد. حتى أن البعض يرى أن تعيين ولي العهد المفاجئ لمنصب "نائب أول" لرئيس الوزراء في هذا الصدد، هو كإعادة لتأكيد سلطته ضد المنافسين المحتملين. وبطبيعة الحال، هذا التفسير يثير تساؤلات خاصة به.
2- التمييز الذي كثيرا ما يستشهد به بين "الليبراليين" ذوي النية الحسنة مثل الملك حمد وابنه والمعرقلين "المحافظين"، خاصة فيما يتعلق بالخوالد، ليست واضحًا كما قد يبدو. سوف أصف في مقالي المقبل في (يونيو) في مجلة الدراسات العربية، أن وصول الخوالد الذين هم فرع من آل خليفة إلى السلطة لم يحدث حصرًا في عهد الملك حمد، وربما كان ذلك مناورة ضد عمه رئيس الوزراء الأكثر قوة، ولكن الخوالد - الذين من بينهم وزير الديوان الملكي، ووزير الدفاع، ووزير العدل يقومون الآن بالإشراف على الحوار الوطني الجاري --- ولا يزالون يمثلون المستشارين المقربين للملك وفي الحالتين السابقتين هم أصدقاء شخصيون لعقود عدة. وهكذا، وعلى الرغم من توجهات الخوالد الواضحة المعادية للشيعة ودورهم في خلق وإطالة أمد الأزمة التي أعقبت الانتفاضة، فإن فكرة أن حكام البحرين المعتدلين مرتهنون لهذا الفصيل المحافظ هو أكثر من مجرد اشكالية صغيرة، وكما يشير المنتقدون في كثير من الأحيان: تفوح منه رائحة "الشرطي الصالح والشرطي السيء".
3- ما لم يكن للمرء إيمان كبير في قدرة الإجبار لكل من الوفاق والحكومة البحرينية، فإن السؤال سيبقى كيف يمكن لأي اتفاق محتمل أن يقنع نسبة كبيرة من الشيعة، والأهم، السنة الذين سيرفضون أية تسوية سياسية، سواء لأنها تسيء إلى ذكرى الشهداء أو، بدلا من ذلك، تشكل استرضاءً للإرهابيين. وعلى المرء هنا أن يتذكر أن، وبشكل مستقل عن الدعم الممكن من جانب المحافظين في المملكة العربية السعودية، معظم سلطة الخوالد، والسبب الرئيسي في تحقيقهم مستوى من التأثير غير المتناسب مع أقدميتهم في الأسرة الحاكمة، تكمن في قدرتهم على تعبئة الرأي العام السني - عبر وسائل الإعلام التحريضية مثل صحيفة الوطن المتشددة والرعاية المباشرة للجماعات السنية – ضد المعارضة الشيعية التي يعتبرونها الطابور الخامس المدعوم إيرانيا. هذه الشبكات، والرؤى السياسية المتطرفة التي ما زالوا يزرعونها، لا يمكن حلها بسهولة. [ بشأن هذا راجع التحديث أدناه].
4- حتى عندما تتوتر العلاقات بين الولايات المتحدة والبحرين نتيجة ربما الضغوط الأمريكية لإحراز تقدم سياسي أساسي، يواصل البريطانيون التحرك في الاتجاه المعاكس. فماذا سيكون صافي التأثير؟
في النهاية، وبطبيعة الحال، نقطة الضغط هنا يجب ان تكون المملكة العربية السعودية بدلا من البحرين، حيث يشير سيزنيك بحق إلى ان الخليفيين المتقوقعين سوف يكونوا سعداء في التخلص ليس فقط من الاسطول الخامس بل ومن سباق الفورميولا ون وكل مؤسسة أخرى تدعو للتدقيق الخارجي و "التدخل". ولذلك، ولأني لست خبيرًا في السياسة الملكية هناك، أتمنى ببساطة بأن تكون المؤشرات الإيجابية المذكورة والتي توحي بالفعل إلى تحول في السياسة السعودية قد وُلدت من المصلحة الذاتية.
مستجدات: ربما في ظل تغيير متصور في موقف الولايات المتحدة حول البحرين، هددت سوسن الشاعر في وقت سابق من هذا الأسبوع في صحيفة الوطن من ظهور "القاعدة" في البحرين فيما لو حاولت الولايات المتحدة "تمكين الجماعات الشيعية المتطرفة" مثل الوفاق الحقيرة. انظر النقطة 3 من ردي أعلاه.
26 آذار/مارس 2013
اقرأ أيضا
- 2024-11-13وسط انتقادات للزيارة .. ملك بريطانيا يستضيف ملك البحرين في وندسور
- 2024-08-19"تعذيب نفسي" للمعتقلين في سجن جو
- 2024-07-07علي الحاجي في إطلالة داخلية على قوانين إصلاح السجون في البحرين: 10 أعوام من الفشل في التنفيذ
- 2024-07-02الوداعي يحصل على الجنسية البريطانية بعد أن هدّد باتخاذ إجراءات قانونية
- 2024-06-21وزارة الخارجية تمنع الجنسية البريطانية عن ناشط بحريني بارز