عائلة علي عبد الإمام: مكالمة مفاجئة تنهي عناء العائلة الفاقدة، ومرتضى علي: أبي هل انتصرنا؟

2013-05-11 - 4:46 م


مرآة البحرين (خاص): إنه ظهر الجمعة 10 مايو 2013، حيث يوم اجتماع عائلة علي عبد الإمام الكبيرة. يرنّ الهاتف في اتصال مفاجئ. رقم خارجي غريب وغير معروف. لكن الصوت القادم من الطرف الآخر لم يكن غريباً: "هذا الصوت نعرفه جيداً، هذا النفس قريب جداً، هذه التحية وصوت الشهقة". طرفٌ عزيز اختفى عنهم لأكثر من عامين، وغاب في مصير مجهول مخيف، إنه ابنهم علي عبد الإمام، المدون المعروف والمطلوب والمحكوم.

امتزجت الشهقات بالصرخات ودموع الفرح، واللا تصديق، كان علي عبد الإمام يخبر عائلته أنه الآن أصبح طيراً حرّاً. وأنه لم يعد يخشى الخروج في ضوء النهار، ولم يعد يخاف معانقة الشمس، وأنه يحبّهم جميعاً.

اتصل (علي) لعائلته قبل أن يشيع هذا الخبر في وسائل الإعلام. اختار يوم التجمع العائلي "الجمعة" ليحادث أهله جميعاً صغاراً وكباراً، ليتيقنوا أنه أصبح حراً طليقا. كان أول من تحدث معه هو ابن أخيه الذي لم يتمالك نفسه فأخذ يصرخ وينادي بأعلى صوته إنه (علي) أعرف صوته جيدا، كان هذا النداء كافيا لأن يتحلق الجميع حول الهاتف ليتحققوا من الأمر وليتناول الهاتف واحدا تلو الآخر لتبدأ ملامح الفرح تزين وجوههم ببهاء، والضحك لا يفارقهم طوال اليوم.

(أم علي) كان لها موقف مغاير تماما عن إخوانه وأخواته، امتزجت فرحتها بالغُبن، لم تصدق أن من يحدثها هو ابنها ولم تستطع التفوه بكلمة واحدة معه، دموعها المنهمرة كانت تترجم معاناة ثلاث سنين مضت، كلمات الشكر لله بدت على ملامحها فهذا يوم انتظرته طويلا، أخيرا أصبح ابنها حرا، كما تتمنى لكنه أصبح بعيدا جدا عنها الآن ولا تعرف متى موعد اللقاء به.

أطفال (علي) شاركوا جدتهم وأعمامهم الحديث مع والدهم، ابنه مرتضى(8 سنوات) بادره بالقول: أبي هل انتصرنا؟ أما ابنته ذات الثلاث أعوام التي حرمت من والدها منذ أشهرها الأولى ببراءة سألته: من أنت؟ أنا لا أعرفك! لم تستغرب زوجة علي ردّات فعل أطفالها، فقد عاشوا حرمان حنان الأب طويلاً، لذلك هي لن تصدق الأمر حتى تراهم يهجعون طويلاً في حضن والدهم.

صمت الجميع بعد انتهاء المكالمة، بدت مشاعر الذهول ممزوجة بالفرح على وجوههم، عندها لجأت أخت علي إلى المواقع الإلكترونية لتتأكد من الخبر، فوجئت بالقنوات التلفزيونية والصحف العالمية قد بدأت ببث الخبر، وبأن علياً صرخ في العالم: أنا في لندن. 
لم يلبث الأهالي أن بدؤوا بالتوافد إلى بيت علي، الجميع يحمل فرحته على راحة يده وقلبه، والقبلات صارت أحضان شكر، وأنهار بكاء..

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus