فجأة: شيخ فواز لا يسمع
2011-05-26 - 8:54 ص
مرآة البحرين (خاص):
- لا ما اسمعك
- والحين، تسمعني؟
- لا للحين ما اسمعك
- متأكد ماتسمعني ؟
- اي متأكد، ما أسمع شي
- ما تسمعني لو ما بدك تسمعني..
تلك هي الطرفة الحقيقية التي تبادلها البحرينيون، قبيل انتهاء حلقة الإعلامي الشهير مارسيل غانم على قناة Lbc، لم يخطر ببالهم، أن تتبدل الأدوار فيوجه المذيع أسألته الجريئة والمباشرة إلى رئيس هيئة شؤون الإعلام البحرينية الشيخ فواز آل خليفة، لقد اعتادوا كل ليلة أن يشاهدوا تلفزيون الشيخ فواز يطرح أسئلته الاستخباراتية وإداناته الفورية ومحاكماته السريعة، لقد اعتادوا ذلك، وصاروا يسمعونه بكثير من السخرية وقليل من الألم المكتوم، لكنهم هذه الليلة لم يتوقعوا أن الشيخ فواز لا يستطيع أن يسمع قليلا مما اعتادوا أن يسمعوه كثيرا كل ليلة.
منذ تصاعد أحداث ثورة 14 فبراير البحرينية، اعتمد تلفزيون البحرين أسلوب المحاكمة المباشرة لأفراد وشخصيات سياسية عامة أو لمؤسسات ودور إعلام. يدعي مقدمو البرامج بعسكرية غير مهنية، لا تقبل النقاش ولا الرأي الآخر، أنهم ينفردون باستعراض الأحداث المؤسفة التي مرت وأضرت البلاد والعباد -بواقعية شديدة وحيادية مفرطة استناداً إلى (مكة أدرى بشعابها من غيرها).
تبدل الأدوار وخروج المواقع من الإطار المعتاد، أعطى المتفرج لقاءً مثيراً للجدل بما استلزمه من شجاعة في الطرح وقدرة على الغمز الإعلامي من غير لمز، لقد أبدع السياسي مارسيل غانم في برنامجه (مباشر مع مارسيل غانم) في الحلقة التي فتحت ملف البحرين باستضافة رئيس هيئة شؤون الإعلام الشيخ فواز بن محمد آل خليفة ووزيرة التنمية الاجتماعية والقائمة بأعمال وزير الصحة الدكتورة فاطمة البلوشي، في مساء يوم الاثنين الماضي 23مايو الجاري. لقد علمت المرآة من مصادرها الخاصة أن الحلقة كادت تلغى عدة مرات، بسبب تعنت الشروط التي كانت تضعها هيئة الإعلام، على طبيعة البرنامج، ليكون بمقاس بشت الشيخ فواز.
استطاعت أسئلة مارسيل أن تكشف ازدواجية الخطاب الرسمي، وتشق كذبه، فبينما أصر الشيخ فواز بأنه ليس ثمة مسجد أو دار للعبادة تعرض للهدم، قالت البلوشي أن هنالكـ مساجد شيعية وسنية أيضاً هدمت لمخالفتها قوانين البلديات المتعلقة بالأوقاف ودور العبادة. يبدو أنهما أو أن أحدهما لم يستمع جيداً لخطاب أوباما، وهو يستنكر هدم دور العبادة في البحرين.
على طريقة النفي الذي يثبت، لفت الشيخ فواز بشيء من الامتعاض، إلى أنه لا داعي للهمز واللمز بأن النظام يخفي ما يدينه، مؤكدا بأن الحكومة البحرينية تمتلكـ الشفافية ولا تهاب من سلطنة الشبكة العنكبوتية أو من الإشاعات المغرضة والمعلومات المغلوطة.
كانت (لعنة صقر) قد ظهرت خيوطها الأولى على شاشة تلفزيون الشيخ فواز، فالشهيد علي عيسى صقر المتوفى تحت وطأة التعذيب في السجن في التاسع من أبريل الماضي، قد ظهرت صورته لأول مرة بعد مقتله، وهو يدلي باعترافاته على شاشة التلفزيون. توترت إجابة الوزيرة حين طلت لعنة صقر في تلفزيون LBC، لقد ارتج لسانها بين مفردتي، مقتل و وفاة، ولم يسعفها التذرع بأسطوانة أن إجرءات التحقيق مع عدد من العسكرين لمحكمة عسكرية مختصة تسير على قدم وساق ومعزوفة لا بد أن يأخذ القانون مجراه في دولة المؤسسات والقانون.بدا كلامها مجانياً ولا يمكن صرفه في بورصة القتل التي طالت أربعة مساجين في فترة قصيرة.
لم تستطع الوزيرة المسؤولة عن دعم الأسر وتوفير الحياة الكريمة لهم، أن تجيب على حادثة اغتصاب فتاة في منزلها على أيدي قوات النظام، معللة ذلكـ بعدم توثيق هذه الحادثة وجهل مصدرها الحقيقي، حيث التقطت كلمة توثيق من المذيع كمسعف لعدم الاسراف في الإجابة ومنفذ للإسهاب في انتهاكات عدد من الكوادر الطبية بعد احتلال السلمانية بحسب قولها.
لا ريب أن ممارسات النظام البحريني استوقفت أروقة الإعلاميين على المستويين العربي والعالمي وصارت حديثهم الأثير، لا سيما أن الأحداث تعج بالكثير من التفاصيل المعقدة، رغم إصرار إعلام الشيخ فواز أن الأمور عادت إلى نصابها، في حين يذهب المحللون والمهتمون بالشأن البحريني خلاف ذلك، يبقى المشهد البحريني مفتوح على احتمالات ليس منها أن تعود الأمور إلى نصابها.