مرآة البحرين (خاص): فقط حين يأمن المجرم من العقاب يحصل هذا. لم يكن الشاب علي عقيل عبدالله مرهون (18 عاماً) يتوقع أن يكون واحداً من أولئك الضحايا الذين يقرأ قصصهم المروعة كل يوم عبر الإبحار في شبكة «الإنترنت». لكنه أمس فقط، أصبح ضحية. 

كان يمشي في حال سبيله في قريته بمنطقة السنابس، غربي المنامة، حين فوجيء بعناصر شرطة مدنيين يترجلون من إحدى المركبات ويدفعونه عنوة إلى داخلها. كان عقرب الساعة يشير إلى المغرب، وكانت قوات الأمن قد فرغت تواً من قمع مراسم ختام فاتحة الشهيد أحمد عبدالأمير، وباشرت التمركز في أزقة القرية.

عند «مسجد الجوادين»، وسط السنابس، فجأة، اختفى الشاب علي. اختطفته مجموعة من الشرطة الذين أخفوا ملامحهم وراء الأقنعة.

كان صحيحاً معافى، يضج بالحيوية؛ لكن حين تم العثور عليه بعد حوالي ست ساعات (1:30 صباحاً)، مرمياً في مقبرة باربار، كان الإنهاك قد هدّ جسده. آثار الضرب بالهراوات غطت كامل بدنه، وتركت ندوباً غزيرة في ظهره وفخذيه. طعنة بالسكين خلفت جرحاً يشخب بالدم بين أصابع قدمه.

بالكاد، تمكن الشاب علي من الزحف إلى منزل أقربائه في باربار. تلقى والده اتصالاً يخبره بحالة ابنه، وعلى الفور سارع إلى مكانه، حيث يوجد، وأخذه.

حاول إدخاله إلى عدد من المستشفيات الخاصة، لكن أياً منها لم يوافق، خشية، على علاجه. لم يكن ثمة خيار آخر غير نقله إلى مستشفى السلمانية، رغم الخوف الشديد الذي كان يساور والده إزاء ذلك.

أثبتت الكشوفات وجود كسر لديه بالجمجمة. وحسب عائلته التي صرحت لـ«مرآة البحرين»، فإن عناصر من الشرطة أتت صباح اليوم (الأربعاء) لجناحه في المستشفى، حيث يرقد، طالبين استجوابه. لكنه لم يكن واع تماماً للأشياء من حوله.

كما أفادت أيضاً بشأن مجريات الواقعة، أنه تم «اقتياده إلى مكان مجهول لم يستطع التعرف عليه، ومباشرة تعذيبه فيه. طلبوا منه اتهام شبان من السنابس القيام بخطفه وتعذيبه، قبل أن يقوموا بإلقائه في باربار منتصف الليل».

وأوضحت بأن «الشرطة طلبت من والده الذهاب إلى مركز الشرطة للتوقيع على تعهد أو سيتم إيقاف معالجة ابنه» حسبما أفادت عائلته.

وسبق للشاب علي أن اعتقل العام الماضي 2012، لدى مداهمة أحد البيوت عقب إحدى التظاهرات في منطقة السنابس. وأوقف بتهمة «التجمهر» حوالي 45 يوماً قبل أن تباشر السلطات إطلاق سراحه.