مرآة البحرين: تحت عنوان "مأزق دموي بحريني"، تعتبر مراسلة صحيفة "غلوبال ميل" في الشرق الأوسط جيس هيل أن الولايات المتحدة صاحبة الأسطول الخامس في البحرين "تبقى متفرجة" على ما يحدث في المملكة، مشيرة إلى أن "التعويل على إدارة أوباما لاتخاذ موقف جريء للرد على تصرفات الحكومة البحرينية لا يعدو أن يكون عبثاً".

وتشدد هيل على أن البحرين "الواقعة بين السعودية و ايران تعتبر عنصراً حرجاً في استراتيجية الولايات المتحدة طويلة المدى لاحتواء ايران"، مشيرة إلى أن "التعويل على إدارة أوباما لاتخاذ موقف جريء للرد على تصرفات الحكومة البحرينية لا يعدو أن يكون عبثاً".

واضافت هيل أنه "في البحرين مأزق دموي منذ فترة طويلة قسّم المملكة لخطوط متصدعة خطيرة"، مشيرة إلى "الكراهية الطائفية المتفشية والميليشيات الموالية للحكومة المدنية، وبيان مساعيها  في تسليح نفسها"، متسائلة: "هل أن المساعي لتحقيق الديمقراطية في البحرين يتم الاستيلاء عليها من قبل جارتها السعودية؟".

وتنقل هيل عن فريدة غلوم التي اعتقل زوجة الامين العام لجمعية  "وعد" ابراهيم شريف الذي اعتقلته قوات الأمن فجر 17 مارس/آذار العام الماضي، إن المحاكمات في البحرين "شبيهة بتحذير لنا أن لا نكون متفائلين". وتردف غلوم: "التقسيم الطائفي من شأنه تشتيت الرؤى السياسية واسكات السنة الذين يؤيدون ويدعمون الإصلاح الديمقراطي"، موضحة "هنالك الكثير من السنة الذين يؤيدون المعارضة ولكن يخشون التحدث، كما أن المسألة ليست فقط مجرد وضع  سمعتهم أو وظائفهم في خطر".

وبحسب هيل، فإن "المشهد السياسي في البحرين أصبح ذا أبعاد منشق بين كل من الشباب المشتبكين في الطرقات مع قوات مكافحة الشغب، وبين نشطاء المعارضة الذين لا يزالون يقاتلون من أجل حل سياسي من جهة، وبين الفئات الموالية للنظام البحريني التي تعتبر أن كل من يعارض الحكومة فهو إرهابي من جهة أخرى".

وبلا مبالاة لجهود الوحدة والنماذج الوسطية مثل ابراهيم شريف، تضيف هيل، "قامت العائلة الحاكمة في البحرين من خلال وسائل الإعلام التي تديرها الدولة بشكل مثير للسخرية بتجييش حملة طائفية وتأجيج الصراع في إطار ضيق تحت عنوان: التمرد الشيعي ضد النظام السني الحاكم"، مشيرة إلى أن "هذا ليس النمط التي بدأت به الانتفاضة"، فـ"بالنظر إلى ابراهيم شريف أحد أبرز من قاد دوراً ريادياً في المظاهرات والدعوة اليها لم يكن شيعياً بل سنياً".

وتنقل هيل عن رئيس تحرير صحيفة "الوسط "منصور الجمري قوله إن "الحكومة فرضت نمطاً طائفياً في التعامل مع الموقف البحريني"، مضيفا "هذا النمط أضفى لوناً على مجريات الأحداث التي يشهدها الشارع البحريني"، إن المجتمع البحريني نحو انقسام  ذا خطورة عميقة وتصدع.

وتذكر هيل أن رجل الأعمال سهيل القصيبي كتب على صفحته الشخصية قصة شخصية "حول جديد المملكة من مسلسلات حملات التعبئة الطائفية والكراهية"، نقل فيها قصة أحد أصدقائه السنة الذي بادر بسؤال ابنه أي الأوغاد يكرههم بشدة أكثر؟ فأجاب ابنه بسرعة من دون تردد: " الشيعة يا أبي!". وقال القصيبي: "لقد صعق صديقي من هول ما سمع فأردف قائلاً لإبنه: "لماذا تقول ذلك يا حبيبي؟"، فعلل الإبن: "لأنهم يحرقون اطارات السيارات ويغلقون الطرقات". وتابع: "لقد أخذ صديقي برهة من الوقت لمحاولة تبيان أن الشيعة ليسوا أوغاداً، معللاً أنه سيتابع معه المحادثة لاحقاً".

وتؤكد هيل أن "هذه تمثل الظاهرة حالة خطيرة جداً"، إذ "لك أن تتصور أن المئات إذا لم يكن الألوف من هذه المواقف المشابهة تتكرر في جميع أنحاء الجزيرة".

وتشير إلى أن أحد المسلحين أطلق 30 رصاصة على صالة الألعاب الرياضية التي يملكها النائب أسامة التميمي بعد يومين على "خطابه الجريء" ضد الحكومة في البرلمان"، واصفة ذلك بأنه "رسالة النظام إلى السنة بأن أي سني يتكلم بهذه الطريقة مرة أخرى لدينا من يرد عليه و يتعامل معه".

وتقول هيل إن أنصار "ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير" في البحرين يخوضون كل ليلة معارك مع شرطة مكافحة الشغب يتبادلون التراشق بالحجارة وقنابل المولوتوف في قبالة الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية و"الشوزن".

وتنقل عن محمد (33 عاماً) وهو مصرفي قوله إنه لا يحب الاحتجاجات في القرى ليلاً "ولكن هذه الطريقة الوحيدة التي يملكها الشباب لإيصال أصواتهم للخارج"، مردفا "لا ألوم الشباب على ما يحدث في البحرين لأن ما يفعلوه هو رد على العنف بالعنف، لقد وصل الشباب إلى مرحلة من التشبع".

وتتطرق هيل إلى منهج مستشاري وزارة الداخلية البحرينية الأميركي جون تيموني والبريطاني جون ييتس، فتنقل عن غلوم قولها أن "كل من تيموني وييتس اعتمدا منهج للحكومة، إذ ينكرون على الدوام إن كان هناك أي شيء يحدث في الشوارع"، معتبرة أن "حجم ما يحدث في القرى عالي جدا لدرجة أن الناس يقصفون في كل ليلة، لكن هذا لا ينفي حقيقة أن بعض المتظاهرين الشباب يصعدون من هذه المواجهات".

وتجيب غلوم على سؤال هيل "هل يحقق هذا العنف أي شيء" بالقول: "نحن لن نحقق أي شيء على أي حال سواء كانت بالعنف او باللاعنف، فالحكومة ليست لديها النية للتغيير". وتضيف غلوم: "اننا نفهم ان المتظاهرين في حاجة للرد دفاعا عن النفس. إذ لو كنتِ هنا لبكيتِ لرؤية ما يحدث لهم في كل ليلة، الشرطة تعتقل وتضرب الناس في الظلام؛ هم يضربون الشباب بقسوة و يتركونهم في مباني مظلمة فقط لترويعهم و اخافتهم"، مستدركة "نعتقد أن هنالك حدودا للدفاع عن النفس فبالتسليم المطلق للعنف المفرط في الدفاع عن النفس فإننا سوف نفقد الدعم الدولي ومن ثم سنخسر قضيتنا".

وتردف غلوم: "الحكومة ليس لديها الإرادة السياسية، والبحرين تدار في الأساس بقرارات من السعودية و الجميع يعلم ذلك"، مؤكدا أن "الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة ولكن في كل مرة نحاول فيها فتح باب الحوار مع الحكومة تكون مجرد عروض تمثيلية".

وتشير غلوم إلى أنها "ليست متفائلة في مستقبل المعارضة البحرينية"، موضحة "تقول الحكومة: المعارضة ليس لديها الاستعداد للجلوس معنا" لكن الأمر عكس ذلك. إنها مجرد لعبة. حقاً نحن لا نعلم ماذا سيحدث؟ إنه طريق مظلم".

وتلفت هيل إلى أن الولايات المتحدة صاحبة الأسطول الخامس المتمركز في البحرين تبقى متفرجة"، مستدلة بحديث جو ستورك من "هيومن رايتس ووتش" على برنامج "الديمقراطية الآن" قائلاً: "كما قال أحد الدبلوماسيين السعوديين هنا في واشنطن: انها مثابة كوبا بالنسبة لنا. لا أحد يفكر في التدخل مطلقاً".

وتشدد هيل على أن البحرين "الواقعة بين السعودية و ايران تعتبر عنصراً حرجاً في استراتيجية الولايات المتحدة طويلة المدى لاحتواء ايران"، مشيرة إلى أن "التعويل على إدارة أوباما لاتخاذ موقف جريء للرد على تصرفات الحكومة البحرينية لا يعدو أن يكون عبثاً".


* المقال ترجمة موقع "العوامية كوم"