بحضور النائب أسامة التميمي... قاسم في خطبة الجمعة: الحراك لم يُسبَق باقتتال بين المكونين

2012-09-21 - 9:37 ص


مرآة البحرين: أكد الشيخ عيسى قاسم أن الحراك الذي بدأ في 14 فبراير/شباط 2011 لم يكن مسبوقا بصراع او اقتتال بين المكونين في البحرين، مشددا على أن الأزمة "سياسيَّةٌ والخلاف بين السُّلطة والشَّعب"، لافتا إلى أن "التركيز الآن عند الإعلام الرسميّ وعلى لسان مسؤولين أنَّ الأزمة هي "علاقة متوتِّرة بين مكوِّنَيْن رئيسين".
 
وأضاف الشيخ قاسم، خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق في الدراز، أنه "كان يتكرَّر على لسان السُّلطة ألَّا أزمة في البحرين وأنَّ كلَّ شيءٍ على ما يرام، عدا أنَّ شرذمةً مارقةً خائنةً جاهلة تحاول أنْ تبرز أنَّ هنا مشكلة وهي منبوذةٌ شعبيَّاً ومرفوضةٌ من جماهير هذا الوطن".
 
وأشار قاسم إلى أن "التركيز الآن عند الإعلام الرسميّ وعلى لسان مسؤولين أنَّ الأزمة ليست أزمةً في العلاقة بين الشَّعب والسُّلطة، وإنَّما هي أزمة علاقة متوتِّرة بين مكوِّنَيْن رئيسين في هذا البلد"، فـ"هي كذلك أزمةٌ بين أحد هذين المكوِّنَيْن والأقلِّيَّات من بقيَّة المواطنين ومع المقيمين والعمالة المستوردة". وأردف "الأزمة في حقيقتها ذات منشأٍ مُحدَّدٍ يتمثَّل في هذا المكوِّن الشرِّير، الذي لا يُدرى كيف يُتَخَلَّص منه أو كيف تقنعه السُّلطة بأنْ يصبر على التهميش والتضييق والانتهاك والتمييز والتنكيل الذي تمارسه في حقِّه".
 
ولفت قاسم إلى أن هذا المكوِّن استرضته السلطة بعد عذاباته المتكرِّرة بدعوى الإصلاح وتباشيره التي لم تثبت مع الزمن، وأعطت نخب هذا المكوِّن وجماهيره البرهان القاطع على التفافها بدعوى الإصلاح"، مشددا على أن "هذا المكوِّن وهو أصيلٌ كلَّ الأصالة في وجوده وفي وطنيَّته وإخلاصه لدينه وانسجامه مع إنسانيَّته، وانفتاحه على الآخر وحبِّه وأخلاقيَّته".
 
وأكد أن الأزمة "سياسيَّةٌ من قبل ومن بعد والخلاف بين السُّلطة والشَّعب وليس بين أيِّ طرفين آخرين"، مستشهداً بأنّ "الأزمة بدأت وما انطفأ أوارها منذ إلغاء المجلس الوطنيّ الأوَّل"، معتبرا أنَّ "آخر قفزاتها بدايته ليس الرابع عشر من فبراير/شباط 2011 وإنَّما بدايته يوم وُلِدَ الدستور الذي فُرِضَ على الشَّعب فرضاً وألغى إرادته".
 

 

وشدد على أن الحراك الجماهيريُّ حتَّى الرابع عشر من فبراير/شباط 2011 لم يكن مسبوقاً بخلفيَّةٍ تتناسب مع كوْنه من الصراع بين مكوِّنَيْن لهذا الشَّعب"، مستغربا الكذب والزيف والتحريف حول وجود اقتتال بين المكونين"، مؤكدا أن "شيئاً من ذلك لم يكن على الإطلاق".
 
وإذ أشار قاسم إلى أن خلفيَّة الحراك واضحةٌ جدَّاً وهي خلافٌ على الدستور ورفضٌ لإلغاء إرادة الشعب، وتفاقم الفساد السياسيِّ والاقتصاديّ والثقافيّ والدينيّ ومصادرة الحريَّات"، أوضح أنه "إذا كان من شيطانٍ أرضيٍّ خاصٍّ بالبحرين فليس هو هذا المكوِّن أو ذاك المكوِّن من مكوِّنات الشعب، إلَّا نمط السياسة الذي تتبعه السُّلطة في تعاملها مع كلِّ مكوِّنات هذا الشعب".
 
وأضاف "كثيراً ما تدَّعي الحكومة أنَّ عندها خطواتٍ إصلاحيَّة وأنَّها أنجزت الكثير من التوصيات الحقوقيَّة لتقرير بسيوني، لكن أيُّ هذه الإصلاحات والإنجازات التي لا تُرى ولا أثر لها على الأرض"، مبينا أن "ما يُشاهدُ على أرض الواقع ضحايا شوزن وغازات خانقة، وجوٌّ أمنيٌّ مفزع وملاحقاتٌ واقتحامات بيوتٍ ومحاكماتٌ وأحكامٌ مُشَدَّدة ومنعٌ للمسيرات والاعتصامات ومعاقبةٌ عليها". وقال قاسم: "إذا كانت هناك إصلاحاتٌ وإنجازات فذلك ما يختصُّ به علم الحكومة وحدها، ولا بدَّ أنْ يكون من وراء ستار بحيث لا يراه ولا يلمسه الآخرون".
 
وتطرق الشيخ قاسم إلى ملفُّ المفصولين فذكر أنه "إذا كان لا يزال محلَّ بحثٍ وأخذٍ وردِّ وهو أوَّل الملفَّات الذي قالت الحكومة أنَّها تعمل على إنهائه، فما بال الملفَّات الأخرى؟". وعلّق على قول السلطة إنَّها تدرِّبُ جهازها الأمنيّ على مراعاة حقوق الإنسان وحفظ النَّفس مذكّراً بأن "سقوط الضحايا والقتل على يد قوَّات الأمن لا يزال في استمرار"، مضيفا "نحن لا ندري أنَّ التدريب على مراعاة حقوق الإنسان أو على كيفيَّة الممارسة المطلوبة مع التحايل الفنِّي للتخلِّص من ملاحقة القانون، كما في التعذيب بعيداً عن مراكز التحقيق".
 
وخاطب السلطة بالقول: "متى كانت سياستكم غير معصومةٍ في الإعلام وعلى ألسنتكم؟ ومتى اعترفتم أنَّ لكم خطئَاً يمكن أنْ يُنتَقَد؟ أليس كلُّ منتقدٍ مآله السِّجن والعقوبة؟ فلماذا جاء اليوم هذا التدريب؟".

وشدد الشيخ قاسم على أن "البلاد تبقى محتاجةً إلى حلٍّ سياسيٍّ عادل طال انتظاره ولا مخرج من الأزمة من دونه"، مشيراً إلى أن السُّلطة "فضلاً عن الشَّعب مدركةٌ تماماً لهذا الأمر وأنَّ لا بُدَّ من حلٍّ سياسيّ وعليها أنْ تدرك بأنَّ الشَّعب لا مردَّ له عنه".
 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع