مرآة البحرين (خاص): صوّرت بعض المسلسلات التلفزيونية، ومنها الخليجية -في أعوام ارتفاع سوقها الفني- بعض الشخصيات الاجتماعية، كشخصية المُفلس ماليًا، وشخصية مُدمن المخدرات وشخصية رب الأسرة الأبله، وكثيرًا ما أبدعت في ذلك. المشهد ما قبل النهائي الذي تؤول له ظروف تلك الشخصيات هو لجوئها لسرقة ذهب الأم أو ذهب الزوجة لسداد الديون أو لتمويل المصروفات العبثية المتزايدة، والنتيجة بالطبع هي المزيد من الانغماس في الأخطاء المُكلفة.

الظروف المالية التي تمر بها البحرين منذ سنوات قد لا تختلف عن تلك الشخصيات الدرامية، وضياع البوصلة هي أول مُشترك يجمع رأس دولتنا معها، والمُشترك الآخر مع شديد الأسف هم أفراد الأسرة أو الشعب، كضحايا لسلوك الأب الحاكم.

استفاقت الناس قبل أشهر على خبر بيع الحكومة لأسهم من شركة نفط البحرين بابكو على شركة بلاك روك الأمريكية، ورغم ملاحظة قلّة تلك النسبة (أقل من 1%)، إلا أن صوت الخبراء ارتفع سريعًا للتحذير من السير نحو الهاوية، أي التفريط في الدجاجة التي تبيض ذهبًا.

انقشع غبار إقرار ميزانية الدولة 2025-2026، لكن الجميع يعلم بمن فيهم مُدمن الاستدانة، صاحب اليوبيل الفضي في حُكم الدولة الخليجية الأصغر، بأن المياه التي يسكبها لا تزيد في تراب الوطن إلا المزيد من الارتخاء المفضي حتمًا للغوص المُميت.

الأمل المُنتظر من المهتمين بمصير اقتصاد البلد هو استفاقة ولو متأخرة من قبل "العائلة القابضة"، تُفضي لتوجيه القطار لمسار إنقاذ، والتوقف عن تناول البندول المُستجدى من السعودية والإمارات والكويت، فتلك الدول بدأت بشد الحزام المالي هي الأخرى.