أبو تُقَى مُترجِّلاً: رحل بأسرار الحقبة الأهمّ

2025-05-27 - 1:17 ص

مرآة البحرين : حمل معه أسراره ورحل، هكذا ترجّل الشيخ عبد النبي الدرازي الذي عرفته الحقبة التاريخية الحساسة الأهمّ التي عاشها بكنيته المميزة "أبو تقى" (1948/2025)، عن 77 عاماً قضاها في دهاليز الحركة الإسلامية في البحرين منذ السبعينيات.

هو من النوع القريب من مواقع القرار في زمنه، البعيد عن الأضواء. يشير الدكتور سعيد الشهابي في كتابه "عالم الإسلاميين" إليه بالشخصية غير المعروفة للجيل الحالي، واصفاً إياه بأنه أحد أعمدة حزب الدعوة الإسلامية في البحرين وصندوق أسراره، وقد لعب دوراً تنظيمياً مهمّاً، وشكّل همزة وصل مع القيادة في العراق، وعمل سنوات مساعداً أيمن لشيخه قاسم، أي آية الله الشيخ عيسى قاسم.

وفي أعقاب الضربة الأمنية التي وجهتها السلطة للتيار الديني بداية الثمانينيات، هاجر "أبو تقى" إلى منفاه القسري، لتمتد هجرته لثمانية عشر سنة، قضى جزءً منها في لندن، وثم طالباً للعلوم الدينية في قم المقدسة.

لم يكتسب "أبو تقى" شهرةً كما اكتسب غيره، لكنه كان متمكناً إلى جانب العلوم الدينية، في الشعر وعلوم اللغة، والكتابة والتأليف، وكان جامعياً في علوم المحاسبة والاقتصاد.

بعد عودته إلى البحرين مع الانفراجة الكبرى في 2001، انضم إلى رعيل المؤسسين لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، وكان عضواً في مجلس إدارتها لأول دورة، وعُرف كأحد أعمدة جناح الحمائم فيها، غير أنه استقال منها نتيجة عدد من الخلافات آنذاك.

رحل "أبو تقى" اليوم الإثنين 26 مايو 2025 حاملاً صندوق أسراره دون أن يروي لنا سيرته في أروقة الحركة الإسلامية، على أمل أن يكون قد دوّنها في مذكرات لابد أن تكون يوماً، وثائق لجيل غامض، ومليء بالأسرار والأحداث والمنعطفات الكبيرة.