لقاء البيت الأبيض: تجديدٌ لطاعة المعلّم الأمريكي ونيل ثقته

2025-07-17 - 1:04 م
مرآة البحرين : كثيرةٌ هي الملاحظات التي يمكن تسجيلها بعد الاستماع إلى تصريحي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد البحريني سلمان بن حمد في البيت الأبيض.
ولي العهد أكد أن توقيع حزمة من الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية بين البحرين والولايات المتحدة بقيمة 17 مليار دولار يعزّز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وقال إن تلك الاتفاقيات تعكس عمق العلاقة الاستراتيجية القوية بين الولايات المتحدة والبحرين وتسهم في تعزيز التعاون الثنائي في مجالات عدة، مشيرًا إلى أن مباحثاته في واشنطن ستتناول قضايا الأمن والتجارة وتعزيز الاستثمارات، مشيدًا بما وصلت إليه العلاقات البحرينية الأمريكية من تطور وازدهار.
من جهته، قال ترامب "نقدر الاستثمارات البحرينية الكبيرة في بلدنا"، لافتًا إلى أن زيارة ولي العهد البحريني إلى واشنطن فرصة مهمة لمناقشة تطوير التجارة وتوسيع الاستثمارات بين الجانبيْن.
الثقة التي تحدّث فيها ولي العهد بالطبع كانت مدروسة ومقصودة، لكن أكثر من سؤال يمكن طرحه بعد كلّ ما أدلى به:
* ما هو محلّ البحرين من الإعراب فعليًا في خريطة الدول المؤثّرة سياسيًا على القرارات الأمريكية؟
* هل فعلًا تنظر الولايات المتحدة وعقل ترامب التجاري إلى البحرين كدولة مستقلّة؟
* ما هو الدور المطلوب من البحرين وسلطتها السياسية والأمنية مُستقبلًا حتى يعرض ترامب مساهمتها في الضربة الأمريكية الأخيرة على إيران؟
* لماذا الهرولة إلى الحضن الأمريكي وإعطائه الأولوية قبل حلّ الأزمات الداخلية وتلك القائمة مع جيران المملكة وتحديدًا إيران؟
بحسب البحرينيين الذين استمعوا إلى كلام ولي العهد، هناك تناقض بين شكاوى الدولة في الداخل من العجز المالي المتصاعد، وبين إعلان استثمارات بحرينية في الولايات المتحدة بقيمة 17 مليار دولار في قطاعات حيوية تشمل الطيران والتكنولوجيا والصناعة. يسأل أحدهم كيف يُعقل أن يكون للبحرين قدرة على الاستثمار بهذا الحجم من الأموال في أميركا، والأرقام المالية الرسمية لعام 2025 تُشير الى أن عجز الميزانية بلغ 3.88 مليار دولار.
تستطيع الحكومة أن تُعلن وتُقرر ما تريد من أجل عيون ترامب. تستطيع أن تقول ما تشاء طالما أنها الحاكمة ولا رادع لسياساتها الاحتكارية. الأجندة البحرينية في الأصل تقوم على تقديم فروض الطاعة للأمريكي، بما يُرضيه ويعزّز استعلاءه وتحكّمه بدول الخليج، وهذا ما بدا بوضوح في ردّة فعل ترامب والرضا في ملامحه وحركته حين سُئل ولي العهد عن التفاوض مع إيران، أمّا الشعب في كلّ هذا فيتحمّل المزيد والمزيد من التهميش.